كسوة الكعبة المشرفة

 تشهد الأيام القليلة القادمة مناسبة إسلامية عظيمة وهي تغيير كسوة الكعبة المشرفة، تشريفا وتعظيماً لبيت الله الحرام واتباعاً لسنة رسولها الكريم.

وكما عهدتمونا دائما نتطرق إلي العديد من الموضوعات التي طالما جاءت على اذهاننا ولم يكن عندنا الدراية الكافية عنها، اليوم سنسافر عبر الزمان لنجلب لكم تاريخ كسوة الكعبة المشرفة من البداية وحتى يومنا هذا.

كسوة الكعبة المشرفة

كسوة الكعبة، هي قطعة من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى بها الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة وذلك خلال موسم الحج، صبيحة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة. ويجتمع أبرع فناني العالم الإسلامي لكتابة النقوش والآيات القرآنية عليها، فهذا يعد تشريفا عظيما لهم.

الحكمة من كسوة الكعبة

يعد تغير كسوة الكعبة واحدة من اهم الشعائر الإسلامية، وهي اتباع لما قام به رسول الله صلى الله عليه و سلم، وتبعه الصحابة من بعده، وقد ورد في القران الكريم: “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ، وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ، فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ” سورة الحج الاية 30.

عظمت الكعبة في جميع الشرائع السماوية وكرمها جميع الأنبياء السابقين، وجاء الإسلام والكعبة تُكسى، واستمر الأمر على ذلك إلى يوم هذا. فقد ثبت أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري قام رسول الله صلى الله عليه و سلم بكساء الكعبة في حجة الوداع بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين. وكانت كسوة الكعبة قد احترقت بسبب امرأة كانت تريد تبخيرها فكساها الرسول صلى الله عليه و سلم بالثياب اليمانية.

وأما رفع كساء الكعبة المبطن بالقماش الأبيض في موسم الحج، إنما يُفعل لحمايتها من قطعها لظن بعض الناس التبرك بها وتقطيعها الي قطع صغيرة طلبا للبركة أو الذكرى. وليس أنها إحراماً للكعبة فإن الكعبة جماد لا تُحرِم ولا تؤدي نسكاً، وإنما يكسوها المسلمون اتباعً لسنة الرسول الكريم

تاريخ كسوة الكعبة

يعد تاريخ كسوة الكعبة جزء من تاريخ الكعبة نفسها، فعندما رفع إبراهيم وإسماعيل قواعد الكعبة المشرفة عاد إبراهيم إلى فلسطين. وذكر أيضاً أن (عدنان بن إد) الجد الاكبر للرسول ﷺ هو واحد ممن كسوها، ولكن الغالب في الروايات أن (تبع الحميري) او أسعد الحميري ملك اليمن هو أول من كساها كاملة قبل الإسلام بعد أن زار مكة وبشره اليهود بمولود من نسل إسماعيل عليه السلام اسمه احمد، كما ان تبع الحمير وهو أول من صنع باباً ومفتاحاً للكعبة. ثم كساها المعافى ثم كساها الملاء والوصائل، وكساها خلفاؤه من بعده بالجلد والقباطي.

وبعد (تبع الحميري) كساها الكثيرون في الجاهلية، وكانوا يعتبرون ذلك واجباً من الواجبات الدينية. وكانت الكسوة توضع على الكعبة بعضها فوق بعض، فإذا ما ثقلت أو بليت أزيلت عنها وقسمت أو دفنت.

وقد آلت كسوة الكعبة الي قصي بن كلاب وهو الجد الرابع للرسول ﷺ، ويعود له الفضل في تنظيم القبائل وعرض عليهم ان يتعاونوا فيما بينهم كل حسب قدرته في كسوة الكعبة وسقاية الحج. وظل الامر كذلك حتى جاء أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان تاجراً ذا مال كثير وثراء، فأشار على قريش أن تكسو الكعبة عام ويكسوها هو عام، فوافقت قريش على ذلك، وظل كذلك حتى مات. وأسمته قريش العدل، لأنه عدل بفعله قريشاً كلها.

ظلت قريش تكسو الكعبة حتى بعث النبي ﷺ وثم بعد الفتح أصبحت كسوة الكعبة على المسلمين، فعن سعيد بن المسيب قال: ولما كان عام الفتح أتت امرأة تجمر الكعبة فاحترقت ثيابها، وكانت كسوة المشركين، فكساها المسلمون بعد ذلك. ومنذ عام الفتح حتى يومنا هذا والمسلمون يتفردون بكسوة الكعبة.

وممن انفردن بكسوة الكعبة المشرفة امرأة تسمى نُتيلة بنت جناب، وهي زوجة عبد المطلب وأم العباس، فحين ضاع ابنها العباس نذرت لله أن تكسو الكعبة وحدها إذا عاد إليها ابنها الضائع، فعاد فكانت أول امرأة في التاريخ كست الكعبة وحدها.

كسوة الكعبة في عهد الخلفاء الراشدين

ولم يكن للكسوة ترتيب خاص من قبل الدولة وبيت مال المسلمين، فقد كان الناس يكسونها بما تيسر لهم قطعًا متفرقة من الثياب وبدون التقيد بلون خاص، بل حسب ما تيسر لأحدهم. وكان الناس في الجاهلية قبل ذلك يتحرون إكساءها يوم عاشوراء. فكانوا بنو هاشم، يعلقون عليها القمص يوم التروية من الديباج، حتى يشاهد الناس جمالها، فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها الإزار.

استمر الحال على ما هو عليه في عهد صحابة رسول الله ﷺ، فقد قام الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنها بكسا الكعبة بالقباطي من مصر والبرود اليمانية، وفي عهد عثمان رضي الله عنه كساها بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكانت اول مرة يتم كسوة الكعبة بهذه الطريقة، ولم ترد أي روايات على ان على ابن ابي طالب رضي الله عنه قام بكسا الكعبة وقد يرجع ذلك نتيجة انشغاله بالفتن التي كثرة في عهده، ثم واصل من بعدهم ملوك الإسلام والسلاطين في شتى العصور يتعهدون الكعبة بكسائها.

كسوة الكعبة في عهد الدولة الأموية

اهتم الخلفاء الأمويون بكسوة الكعبة، وفي عهد معاوية بن أبي سفيان كسيت الكعبة كسوتين في العام، كسوة في يوم عاشوراء والأخرى في آخر شهر رمضان استعدادا لعيد الفطر. وكانت كسوة الكعبة ترسل من دمشق، حيث تصنع من أحسن الأقمشة وأفضلها وترسل إلى مكة، وكان معاوية هو أول من طيب الكعبة في موسم الحج وفي شهر رجب.

كسوة الكعبة في عهد الدولة العباسية

اهتم الخلفاء العباسيون بكسوة الكعبة المشرفة اهتماماً بالغاً لم يسبقهم إليه أحد، نظراً لتطور النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز، مما جعل الخلف يصل إلى ما لم يصل إليه سابقيهم من الامويين. لذا بحث العباسيون عن خير بلد تصنع أجود أنواع الحرير، فوجدوا غايتهم في مدينة تنيس المصرية، والتي اشتهرت بالمنتجات الثمينة الرائعة، فصنعوا بها الكسوة الفاخرة من الحرير الأسود على أيدي أمهر النساجين.

عندما قام الخليفة العباسي المهدي بالحج، ذكر له سدنة الكعبة أن الكسا قد كثرت على الكعبة والبناء ضعيف ويخشى عليه أن يتهدم من كثرة ما عليه، فأمر بتجريدها مما عليها وألا يسدل عليها إلا كسوة واحدة، وهو المتبع إلى الآن.

 ثم أمر فطلي البيت كله بالخلوق الغالية والمسك والعنبر. وبعد عامين أمر المهدي بصنع كسوة أخرى للكعبة المشرفة في تنيس بمصر. أما هارون الرشيد فقد أمر ان تكسى الكعبة مرتين في العام. أما الخليفة المأمون، فقد كسا الكعبة المشرفة ثلاث مرات في السنة تتم كالآتي “

  • الأولى: من الديباج الأحمر. وتكسى الكعبة بها يوم التروية.
  • الثانية: من القباطي. وتكسى غرة رجب.
  • الثالثة: من الديباج الأبيض وهذه التي استحدثها المأمون يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.

ولما جاء الخليفة العباسي جعفر المتوكل، علم ان إزار الديباج الأحمر يبلى قبل حلول شهر رجب من تمسح الناس بالكعبة، أمر بإزارين آخرين يضافان إلى الإزار الأول، ثم جعل في كل شهرين إزاراً، ثم كساها الناصر العباسي ثوباً أخضر ثم ثوباً أسود. ومن ذلك التاريخ احتفظ باللون الأسود للكسوة إلى يومنا هذا.

كما ظهرت الكتابة على كسوة الكعبة المشرفة منذ بداية العصر العباسي فكان الخلفاء من الأمراء يكتبون أسماءهم على الكسوة ويقرنون بها اسم الجهة التي صنعت بها وتاريخ صنعها، كما هي العادة الجارية إلى اليوم.

كسوة الكعبة في عهد دولة المماليك

في عهد السلطان الظاهر بيبرس، أصبحت الكسوة ترسل من مصر، حيث كان المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتى ولو وصل الأمر إلى القتال.

وكانت هناك محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة من قبل بلاد الفرس والعراق ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأي أحد أن ينازعهم في هذا.

قام الملك الصالح إسماعيل برصد وقف خاصا لكسوة الكعبة الخارجية السوداء مرة كل سنة، وهذا الوقف كان عبارة عن قريتين من قرى القليوبية هما بيسوس وأبو الغيث، وكان يتحصل من هذا الوقف على 8900 درهم سنويا، وظل هذا هو النظام القائم إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني.

كسوة الكعبة في عهد الدولة العثمانية

واستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية، فقد أهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية، وكسوة مقام إبراهيم الخليل.

وفي عهد السلطان سليمان القانوني أضاف إلى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخرى لتصبح عدد القرى الموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قرى وذلك للوفاء بالتزامات الكسوة، وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.

كسوة الكعبة في العصر الحديث

وفى عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة لأسباب سياسية ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في بعد ذلك بفترة، وقد تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بحي “الخرنفش” في القاهرة، وهو حي عريق في القاهرة القديمة، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962، إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.

كسوة الكعبة تصنع في مكة المكرمة لأول مرة

ظلت كسوة الكعبة المشرفة تُرسل إلى السعودية من مصر عبر القرون، باستثناء فترات زمنية قصيرة ولأسباب سياسية، إلى أن توقف إرسالها نهائياً من مصر. حيث اختصت المملكة العربية السعودية بصناعة كسوة الكعبة المشرفة إلى يومنا هذا.

يرجع اهتمام السعودية بصناعة الكسوة نتيجة توقفت مصر عن إرسال الكسوة بعد حادثة المحمل الشهيرة فلما حان وقت مجيء الكسوة الشريفة من مصر، منعت الحكومة المصرية إرسال الكسوة المعتادة للكعبة المعظمة مع عموم العوائد وأوقاف أصحاب الخير إلى أهل الحرمين منذ مئات السنين. عندئذ أمر الملك عبد العزيز آل سعود بعمل كسوة للكعبة المشرفة، بغاية السرعة. وعملت كسوة من الجوخ الأسود الفاخر مبطنة بالقلع القوي، ولم يأت اليوم الموعود لكسوة الكعبة المشرفة، وهو يوم النحر العاشر من ذو الحجة من عام 1345هـ، إلا والكعبة المعظمة قد ألبست تلك الكسوة التي عملت في بضعة أيام.

ثم أصدر الملك عبد العزيز، أوامره بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة، وأنشئت تلك الدار بمكة المكرمة، فكانت هذه الدار أول مؤسسة خصصت لحياكة كسوة الكعبة المشرفة بالحجاز منذ كسيت الكعبة في العصر الجاهلي إلى العصر الحالي.

تصنيع كسوة الكعبة

ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلوغراما من الحرير الطبيعي و150 كيلوغراما من سلك الذهب والفضة، ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 مترا مربعا ويتكون من 47 لفة، طول الواحدة 14 مترا بعرض 95 سنتيمترا. ويكلف الثوب الواحد نحو 17 مليون ريال سعودي.

تمر عملية صناعة الكسوة بمراحل عدة، بدءاً من الصباغة مروراً بالنسيج الآلي والنسيج اليدوي والطباعة والتطريز وحتى حياكتها وتجميعها. وتستهلك الكسوة ما يقرب من 670 كيلوغراماً من الحرير الخام. يتم استيراد الحرير من إيطاليا، و150 كيلوغراما من سلك الذهب والفضة ويتم استيرادهم من ألمانيا. ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 مترا مربعا ويتكون من 47 لفة، طول الواحدة 14 مترا بعرض 95 سنتيمترا

ولا تعكس الكلمات المتداخلة المنقوشة على كسوة الكعبة جمال الخط العربي والطراز الإسلامي فحسب، بل تعكس أيضاً دقة في الصنع وحرفية عالية تتوارثها الأجيال من القائمين على صناعتها.

تُصنع الكسوة باستخدام 675 كيلوغراماً من الحرير الخام الأسود للجزء الخارجي والأخضر للبطانة الداخلية، إضافة إلى 100 كيلوغرام من خيوط الفضة المطلية بماء الذهب و120 كيلوغراماً من خيوط الفضة الخالصة، لكتابة الآيات القرآنية المنقوشة عليها، بتكلفة إجمالية تصل إلى 24 مليون ريال سعودي (6.4 مليون دولار) وتختلف التكلفة من عام الي اخر.

مراحل تصنيع كسوة الكعبة المشرفة

تمر كسوة الكعبة بعد مراحل خلال التصنيع نستعرضها معنا

الصباغة

اول مراحل تصنيع الكسوة هي الصباغة، حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، ويكون على شكل شلل خام، عبارة عن خيوط مغطاة بطبقة من الصمغ الطبيعي تسمى سرسين تجعل لون الحرير يميل إلى الاصفرار، ويتم استيراد الحرير من إيطاليا.

النسيج الآلي

وهذا القسم هو فقط من اجل صناعة الكسوة الخارجية التي تستخدم نظام الجاكارد الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية المنسوخة على الكسوة، وكأي نسيج يختلف من حيث الكثافة والعرض والنوع. يكون له ابعاد خاصة في التصنيع. فيتم أولا تحويل الشلل المصبوغة إلى بكرة خاصة لتجهيزها على كنة السدى لكونها تحتوي على عدد معين من الشلل حسب أطوال الأمتار المطلوب إنتاجها.

وبالنسبة لأعداد خيوط السدى للكسوة الخارجية فتبلغ حوالي 9986 فتلة في المتر الواحد، يجمع بعضها بجانب البعض على أسطوانة تعرف بمطواة السدى. وتسمى هذه المرحلة (التسدية). بعد الانتهاء من عملية التسدية، تنقل خيوط السدى إلى مطواة الماكينة نفسها بالطول والعدد المطلوب.

أما خيوط اللحمة (العرضية) فتجمع كل ست فَتَلات منها في فتلة واحدة على بكرات خاصة تزود بها ماكينة النسيج. والجدير بالذكر أن عدد خيوط اللحمة يبلغ فتلة في كل 1سم.

 ويتضح من عملية إعداد السدى واللحمة كثافة قماش نسيج الكسوة الخارجية، وذلك كي يتحمل تعرضه للعوامل الطبيعية مدة عام كامل. أما بالنسبة للنسيج الخالي، المخصص لتطريز الآيات القرآنية التي توضع على الكسوة من الخارج ويثبت خياطيًّا في إعداد السدى، فيبلغ حوالي 10250 فتلة بعرض 205 سم.

أما خيوط اللحمة فتعد لها أربع فَتَلات، لكل فتلة عدد 56 فتلة في 1سم، وينتج القماش السادة بعرضين: أحدهما خاص للحزام بعرض (110سم) والثاني يستخدم في إنتاج الهدايا بعرض (90سم) ويتم تزويد قسم الطباعة بهذه الأقمشة لطباعة الآيات والزخارف عليها.

المختبر

يقوم المختبر بمطابقة الخيوط للمواصفات من حيث رقمها وقوة شدها ومقاومتها، كما يقوم بتركيب ألوان الصبغة وتجربتها على عينات مصغرة من الخيوط لاختيار أفضلها والتأكد من أن جميع المنتجات على نفس المواصفات المطلوبة، وذلك من حيث (ثبات اللون – سمكها – مقاومتها للاحتكاك – مقاومتها) كما يجد مراعاة الظروف الجوية الصعبة لمكة المكرمة.

الطباعة

قديماً كانت الطريقة المستعملة هي فرد البودرة والجير على الثقوب المخرمة التي تحدث في حواف الكتابات فتمر من خلال ذلك ويتم طبعها ومن ثم تحديدها بالطباشير على القماش. لكن التصميمات الفنية والخطوط المكتوبة على الكسوة ليست ثابتة بل ينالها شيء من التغيير من وقت لآخر بغية الحصول على ما هو أفضل. أما حديثاً يتم ذلك بواسطة أحبار خاصة تجهز من خلال أحدث الماكينات الطابعة، حيث تسقط تلك الأحبار من خلال المسام المفتوحة بالشبلون محددة الخيوط أو الرسوم المطلوبة طباعتها بشكل دقيق وثابت.

التطريز

يعتبر التطريز هو أهم ما يميز كسوة الكعبة المشرفة، وتطريز كسوة الكعبة بالأسلاك الفضية والذهبية تتم أولاً بوضع الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف.

بعد إنتاج الأقمشة وبعد أن تتم طباعة النسيج الخالي منها، وتتم هذه العملية الفريدة أولاً بوضع الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف، مع الملاحظة الفنية في كيفية أصول التطريز، المطبوعة على الأقمشة المشدودة على المنسج الذي يشكل (إطارًا) على مستوى سطح القماش، ثم يطرز فوقها بخيوط متراصة من القطن الأصفر لما سيطرز عليه بالأسلاك المذهبة، ومن القطن الأبيض لما سيطرز عليه بالأسلاك الفضية في اتجاهات متقابلة وبدقة ليتكون الهيكل الأساسي البارز للتصميم والحروف، ثم يغطى هذا التطريز بأسلاك من الفضة المطلية بالذهب ليتكون في النهاية تطريزٌ بارزٌ مذهبٌ يصل ارتفاعه فوق سطح القماش من ( 1-2.5 سم ). وتعمل الأيدي دون ملل أو تعب وبمهارة عالية في تنفيذ تحفة فنية رائعة تتجلى فيها روعة الإتقان ودقة التنفيذ وجمال الخط العربي الأصيل.

مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة

عقب انتهاء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع، وفي منتصف شهر ذي القعدة تقريبا، يقام في موسم حج كل عام احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة المشرفة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، ويقوم بتسليم الكسوة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كما يسلم كيسا لوضع مفتاح باب الكعبة تم إنتاجه في المصنع.

تستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام وذلك أثناء فريضة الحج وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت الحرام وتغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.

وبعد إحضار الثوب الجديد تبدأ عقب صلاة العصر مراسم تغيير الكسوة، حيث يقوم المشاركون في عملية استبدالها، ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تغير ثوب الكعبة.



logo
مدونة 4U.BlogSpot.Com الموسوعة العربية الشاملة.
  • Facebook
  • Twitter
  • Pinterest
  • اشترك في بريدنا الالكتروني لتتلقى اشعارات بكل جديد ننشره

    منشورات مشابهة

    اضهار التعليقات
    اخفاء التعليقات

    0 تعليقات على "كسوة الكعبة المشرفة"

    إرسال تعليق

    اعلان اعلى المواضيع

    اعلان وسط المواضيع1

    اعلان وسط المواضيع2

    اعلان اخر المواضيع